اضطراب الحركة للاطفال يعد من المشكلات الشائعة التي قد تؤثر على تطورهم السلوكي والبدني. تعد هذه الاضطرابات متباينة من حيث الأسباب والأعراض، إذ قد تنتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر على الجهاز العصبي. من أشهر أنواع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، الذي يؤثر على قدرة الطفل في التركيز والتحكم في تصرفاته.
في هذا المقال، سنتناول أسباب اضطراب فرط الحركة، بالإضافة إلى أنواع اضطراب فرط الحركة، سنستعرض أفضل الطرق في علاج اضطراب الحركه لضمان دعم النمو الصحي للطفل.
ما هو اضطراب الحركة للاطفال؟
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) هو أحد اضطرابات النمو العصبية، يحدث نتيجة انخفاض في مستويات بعض الموصلات الكيميائية، مثل الدوبامين والنورأدرينالين، في الفص الجبهي من الدماغ. هذه المواد الكيميائية تساعد الخلايا على أداء وظائفها بشكل صحيح والتواصل بين مختلف أجزاء الدماغ.
يعرف هذا الاضطراب بأسماء أخرى، منها: أفتا، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو قصور الانتباه وفرط الحركة.
ما هي أنواع اضطراب فرط الحركة؟
-
أنواع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: تختلف الأعراض من شخص لآخر وقد تتغير مع تقدم العمر. على سبيل المثال، قد يظهر فرط الحركة والاندفاعية بشكل واضح قبل سن المدرسة، بينما يصبح تشتت الانتباه أكثر وضوحاً في سن الدراسة.
-
تشتت الانتباه: في هذا النوع، تكون أعراض تشتت الانتباه أكثر بروزًا. هذا النوع أكثر شيوعًا بين الإناث مقارنة بالذكور.
-
فرط الحركة والاندفاعية: هنا تغلب أعراض فرط الحركة والاندفاعية. وهو أكثر شيوعًا لدى الذكور مقارنة بالإناث.
-
النوع المختلط: يجمع بين أعراض تشتت الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية بنسب متساوية تقريبًا، هو النوع الأكثر شيوعًا بين المصابين بالاضطراب.
ما هي اسباب اضطراب الحركة للاطفال؟
أسباب اضطراب فرط الحركة الدقيقة لا تزال غير معروفة بشكل قاطع، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك عدة عوامل قد تتداخل لتساهم في ظهوره. من بين هذه العوامل:
-
العوامل الوراثية: غالبًا ما يورث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه داخل العائلات، حيث تلعب الجينات الموروثة من الوالدين دورًا هامًا في احتمالية إصابة الطفل به. تزداد فرصة الإصابة عندما يكون أحد الوالدين أو الإخوة يعاني من هذا الاضطراب.
-
الاختلافات في تركيب الدماغ: تشير العديد من الدراسات إلى أن أدمغة الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد تظهر اختلافات بنيوية مقارنة بأقرانهم غير المصابين. على سبيل المثال، إحدى الدراسات أشارت إلى أن بعض المناطق في الدماغ قد تكون أصغر لدى المصابين بـ ADHD، في حين تكون مناطق أخرى أكبر، وربما ترتبط هذه التغيرات الهيكلية بالاضطراب.
-
انخفاض مستوى الدوبامين: أظهرت الأبحاث أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانون من مستويات منخفضة من الدوبامين، هو ناقل عصبي يلعب دورًا في التحكم في الاستجابات العاطفية والتحفيز. رغم عدم معرفة السبب وراء هذا الانخفاض، إلا أن هناك اعتقادًا بوجود صلة بين انخفاض مستويات الدوبامين والإصابة بالاضطراب.
طرق علاج اضطراب الحركه:
العلاجات التقليدية لـ اضطراب الحركة للاطفال تشمل استخدام الأدوية، التعليم، تدريب المهارات، الاستشارات النفسية. غالبًا ما يكون الدمج بين هذه العلاجات هو الأسلوب الأكثر فعالية للتحكم في أعراض الاضطراب، على الرغم من أنها لا تقدم علاجًا نهائيًا. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على العلاج الأنسب لكل فرد.
الأدوية: ينبغي مناقشة فوائد ومخاطر الأدوية مع الطبيب المختص.
عادةً ما توصف المنبهات، مثل الميثيلفِنيدات أو الأمفيتامينات، كأول علاج لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، حيث تعمل هذه الأدوية على تحسين مستويات الناقلات العصبية في الدماغ وتنظيمها. كما تتوفر أدوية أخرى قد تُستخدم، مثل الأتوموكستين وبعض مضادات الاكتئاب مثل البوبروبيون، التي تعمل بشكل أبطأ من المنبهات ولكنها قد تكون خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام المنبهات بسبب حالات صحية أو آثار جانبية غير مرغوب فيها.
الجرعة والدواء المناسبين قد يختلفان من شخص لآخر، لذا من المهم إبلاغ الطبيب بأي آثار جانبية لضبط العلاج بالشكل الأمثل.
الاستشارة النفسية:
تشمل الإرشادات المتعلقة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لدى البالغين عادةً العلاج النفسي والتثقيف حول الاضطراب، إلى جانب اكتساب مهارات تساعد على التعامل معه بشكل فعال.
يمكن أن يسهم العلاج النفسي في:
-
تحسين مهارات إدارة الوقت والتنظيم.
-
تعلم كيفية التحكم في السلوكيات الاندفاعية.
-
تطوير مهارات أفضل لحل المشكلات.
-
مواجهة التحديات الدراسية أو المهنية أو الاجتماعية السابقة.
-
تعزيز الثقة بالنفس.
-
اكتساب طرق لتحسين العلاقات مع الأسرة والزملاء والأصدقاء.
-
وضع استراتيجيات لإدارة الغضب والتحكم في التوتر.
في الختام، يعد اضطراب الحركة لدى الأطفال حالة تتطلب الانتباه والرعاية المناسبة، حيث يمكن أن تؤثر على أداء الطفل في المدرسة وفي حياته اليومية. من الضروري تشخيص هذا الاضطراب مبكرًا من قبل مختصين لضمان الحصول على العلاج والدعم اللازمين.
زيارة الطبيب المتخصص في عيادات رام تعتبر خطوة هامة، حيث توفر هذه العيادات بيئة مهنية لتقديم المشورة والعلاج المناسبين.
أضف تعليقك