وجدت دراسة جديدة أن صحة الرجال تنعكس على جودة الحيوانات المنوية الخاصة بهم، حيث يعتقد الأطباء أن وجود أزمة في الخصوبة عند الرجل تعد مؤشرا لإزمات صحية أخرى مثل ضغط الدم المرتفع. وربطت الدراسة الأمريكية، التي نشرت في مجلة Fertility and Sterility، بين قلة جودة الحيوانات المنوية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض صحية متنوعة مثل ارتفاع ضغط الدم كما ذكرنا سابقا، بالإضافة إلى اضطراب الغدد الصماء والتي بواجبها ترفع خطر الإصابة بالسمنة، ومن هنا تنبع أهمية القيام بفحوصات كاملة لمن يعاني من صعوبات في الإنجاب من الرجال.
كيف جرت الدراسة؟
استهدف الباحثون حوالي 93887 رجلا يعانون من أزمات في الخصوبة، وتتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 50 عاما. وطلب منهم القيام بتوفير عينات للحيوانات المنوية الخاصة بهم بانتظام، وقام من بعدها الباحثين بتقيم خصائصها، بما في ذلك حجم الحيوانات المنوية وتركيزها وإمكانيتها على الحركة. ووجد الباحثون النتائج التالية:
44% تقريبا من الرجال يعانون من اضطرابات صحية أخرى إلى جانب أزمات الخصوبة.
وجد الباحثون رابطا بين الجودة القليلة للسائل المنوي وبين الجهاز الدوراني (الدورة الدموية) - circulatory system لديهم، خصوصا الإصابة بالضغط المرتفع والأمراض القلبية.
إن ارتفاع الأزمات في السائل المنوي والحيوانات المنوية للرجل، يضاعف من خطر الإصابة بأمراض الجلد ومشاكل الغدد الصماء لديه.
وعقب المسؤول عن الدراسة الدكتور مايكل ايزنبيرغ Michael Eisenberg، حول النتائج، بأن ما يقارب الـ 15% من الأزواج، يعانون من أزمات في الخصوبة، ونصف هذه الحالات يكون الرجل سببها. مما يسلط الضوء على أهمية ملاحظة هذه الأزمات والتي تعد مؤشرا لاضطرابات صحية أخرى! وأوضح ايزنبيرغ أن حوالي 15% من الجينات البشرية، متعلقة تعلقا مباشرا بالإنجاب، بالتالي علاج أزمات الخصوبة عند الرجل، يستوجب النظر والتدقيق في صحته العامة ككل.
جودة السائل المنوي ترتبط بمعدل عمر الرجل
ذكرت دراسة سابقة نشرت في مجلة Human Reproduction، لهذا العام، أن الرجال الذين يقومون بالمعاناة من العقم بسبب وجود أزمات في السائل المنوي الخاص بهم، يرجح أن ينخفض معدل العمر لديهم أكثر من غيرهم من الرجال! حيث كشفت التحاليل الخاصة بهذه الدراسة، بأن من يعاني من أزمتين أو أكثر في السائل المنوي، تتضاعف لديه فرص الوفاة خلال الثماني سنوات القادمة! إلا أن الإصابة بأمراض صحية أخرى قد يكون السبب وراء الأزمات في السائل المنوي، والتي بدورها أدت إلى انخفاض معدل عمر الرجل. وشدد القائمون على هذه الدراسة بضرورة القيام بأبحاث ودراسات مستقبلية من أجل الإجابة عن التساؤلات بهذا الصدد.
أضف تعليقك