يعد التسنين مرحلة طبيعية يمر بها جميع الأطفال، تعتبر من المراحل الهامة في نموهم.
تترافق عملية التسنين مع مجموعة من الأعراض التي قد تسبب للطفل الكثير من الألم والانزعاج. فما هي أعراض التسنين؟ هل شد الشعر من علامات التسنين؟ تابع المقال التالي لتتعرف على كافة التفاصيل…
تعريف التسنين وأهميته في نمو الطفل:
التسنين هو عملية طبيعية تبدأ فيها أسنان الطفل الأولى، المعروفة أيضًا بالأسنان اللبنية أو الحليب، بالظهور من خلال تورم اللثة. عادةً ما يبدأ التسنين عند الأطفال في عمر 6 إلى 12 شهرًا، على الرغم من أن التوقيت يمكن أن يختلف من طفل لآخر.
يساعد التسنين على نمو الأطفال وذلك كالآتي:
-
تطور الفم والفك: يساعد التسنين في تحفيز نمو وتطور الفم والفك. الأسنان اللبنية تساهم في تطوير بنية الفك وتحضير الفم لاستقبال الأسنان الدائمة لاحقًا.
-
القدرة على الأكل: ظهور الأسنان يساعد الطفل على الانتقال من التغذية بالحليب فقط إلى تناول الأطعمة الصلبة. هذا التنوع في النظام الغذائي ضروري لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لنمو الطفل.
-
التطور اللغوي: تلعب الأسنان دورًا هامًا في تطور الكلام والنطق. تساهم الأسنان في إنتاج الأصوات بشكل صحيح، مما يساعد الطفل على تعلم الكلام.
-
التطور الاجتماعي والعاطفي: يمنح التسنين الطفل القدرة على تجربة أطعمة جديدة، مما يعزز تفاعلاتهم الاجتماعية أثناء تناول الطعام مع العائلة والأقران.
-
الصحة العامة للفم: العناية الجيدة بالأسنان اللبنية تضع أساسًا لصحة الفم الجيدة على المدى الطويل، مما يساعد في الوقاية من مشاكل الأسنان واللثة المستقبلية.
ما هي أعراض التسنين للأطفال؟
تشمل العلامات الكلاسيكية وأعراض التسنين ما يلي:
-
سيلان اللعاب المفرط.
-
عض الأجسام.
-
سهولة الاستثارة أو التهيج في اللثة.
-
قرح اللثة أو ألمها.
-
زيادة طفيفة في درجة الحرارة، ولكن بدون حمى.
يشك العديد من الآباء في أن اعراض تسنين تسبب الحمى والإسهال، إلا أن الباحثين يؤكدون أن هذه الأعراض ليست مرتبطة بالتسنين. إذا كانت درجة حرارة المستقيم لدى طفلك تبلغ 100.4 فهرنهايت (38 درجة مئوية) أو إذا كان يعاني من الإسهال، ينصح باستشارة الطبيب.
كيف تؤثر أعراض التسنين على الطفل؟
تتمثل اعراض تسنين وتأثيرها ما يلي:
-
الألم والانزعاج: يمكن أن يسبب التسنين ألمًا وانزعاجًا كبيرين للطفل، مما يجعله يبكي ويكون سريع الاستثارة. تكون اللثة حساسة وملتهبة، مما يزيد من عدم راحة الطفل.
-
سيلان اللعاب: زيادة إفراز اللعاب هو عرض شائع خلال فترة التسنين، مما قد يؤدي إلى تهيج الجلد حول الفم والرقبة.
-
مشكلات في النوم: غالبًا ما يعاني الأطفال من اضطرابات في النوم خلال فترة التسنين، مما يجعلهم يستيقظون في الليل بشكل متكرر.
-
انخفاض الشهية: يمكن أن يفقد الطفل شهيته بسبب الألم في اللثة، مما قد يؤدي إلى تقليل كمية الطعام التي يتناولها.
-
عض الأجسام: يشعر الأطفال بالحاجة إلى عض الأشياء لتخفيف الألم، مما قد يعرضهم لخطر ابتلاع أو استنشاق قطع صغيرة من الألعاب أو الأشياء التي يعضونها.
هل شد الشعر من علامات التسنين؟
شد الشعر ليس من أعراض التسنين الكلاسيكية للأطفال. مع ذلك، يمكن أن تحدث تغييرات في السلوك (مثل النوم الغير منتظم أو البكاء المفاجئ)، بما في ذلك شد الشعر.
بعض الأسباب المحتملة لشد الشعر عند الأطفال:
-
الشعور بالألم أو الانزعاج: قد يلجأ الطفل إلى شد شعره كوسيلة للتعامل مع الألم أو الانزعاج الناتج عن التسنين.
-
التعبير عن التوتر أو القلق: قد يعبر الأطفال عن مشاعر التوتر أو القلق بشد شعرهم، خاصة إذا كانوا غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى.
-
البحث عن الانتباه: أحيانًا، قد يقوم الأطفال بشد شعرهم لجذب انتباه الوالدين أو المحيطين بهم.
-
الاستكشاف الحسي: بعض الأطفال قد يشدون شعرهم كجزء من عملية استكشاف أجسادهم والعالم من حولهم.
إذا كان شد الشعر مستمرًا أو يسبب ضررًا للطفل، من المهم استشارة طبيب الأطفال لتحديد السبب وتقديم النصائح المناسبة للتعامل مع هذا السلوك.
ما هي طرق تخفيف أعراض التسنين؟
التسنين يمكن أن يكون فترة صعبة للطفل والأبوين، لكن هناك عدة طرق لتخفيف الأعراض وجعل هذه المرحلة أكثر راحة للجميع. إليك بعض النصائح الفعالة:
-
استخدام حلقات التسنين المبردة
تبريد حلقات التسنين في الثلاجة ثم إعطاؤها للطفل ليمضغها يمكن أن يساعد في تخفيف الألم والالتهاب.
-
تدليك اللثة بلطف
غسل يديك جيدًا، ثم استخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة وباردة لتدليك لثة الطفل بلطف. يمكن أن يوفر هذا التدليك راحة فورية.
-
تقديم الأطعمة الباردة
تقديم الأطعمة الباردة مثل شرائح الفواكه المجمدة (مثل الموز) أو اللبن الزبادي يمكن أن يساعد في تخفيف الألم.
-
استخدام الأدوية المخصصة لتخفيف الألم
قبل إعطاء أي دواء، يجب استشارة طبيب الأطفال. يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم.
-
الحفاظ على نظافة الفم
تنظيف لثة الطفل بلطف باستخدام قطعة قماش نظيفة ومبللة. بعد ظهور الأسنان، يجب البدء بتنظيفها بفرشاة ناعمة مخصصة للأطفال.
-
وفر بيئة مريحة للطفل
يمكن أن يساعد الحفاظ على بيئة هادئة ومريحة في تقليل التوتر والتهيج لدى الطفل. يمكن استخدام موسيقى هادئة أو ضوء خافت لتهدئة الطفل.
-
تقديم الكثير من الاهتمام والحنان
توفير الكثير من الاهتمام والحنان يمكن أن يساعد الطفل على الشعور بالأمان والراحة خلال فترة التسنين. يمكن حمل الطفل واللعب معه لتشتيت انتباهه عن الألم.
-
استخدام مناديل لامتصاص اللعاب الزائد
سيلان اللعاب المفرط يمكن أن يسبب تهيج الجلد حول الفم. استخدام مناديل ناعمة لامتصاص اللعاب بانتظام يمكن أن يقلل من هذا التهيج.
متى تبدأ اعراض تسنين؟
مرحلة التسنين عند الأطفال تبدأ عادةً حول سن الستة أشهر، لكن يمكن أن تختلف هذه الفترة بشكل كبير بين الأطفال. بعض الأطفال قد يبدأون في تسنين الأسنان قبل سن الستة أشهر، بينما يؤخر التسنين في بعض الأحيان ليبدأ بعد سن الستة أشهر.
الأسنان الأولى التي تبدأ بالظهور هي عادةً الأسنان السفلية الأمامية (القواطع السفلية)، من ثم تليها الأسنان العلوية الأمامية بعد فترة. تستمر عملية التسنين عادةً حتى سن الثانية أو الثالثة، حيث يكتمل نمو الأسنان الأولي في الفم.
تجدر الإشارة إلى أن مرحلة التسنين قد تكون مرحلة غير مريحة للطفل وتترافق مع العديد من الأعراض مثل الحكة في اللثة والتهيج والرغبة في المضغ الزائد. من المهم تقديم الرعاية والدعم للطفل خلال هذه الفترة لتخفيف الألم والتوتر.
في ختام هذا المقال، يمكن القول أن فترة التسنين لدى الأطفال تعد من أكثر الفترات توترًا للآباء والأمهات، نظرًا للأعراض الشائعة مثل الحكة والتهيج والحمى التي قد ترافقها. إلا أن الزيارة المنتظمة لطبيب الأطفال في عيادات رام تلعب دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الطبية اللازمة والنصائح الاحترافية للتعامل مع هذه الأعراض بفعالية. يساعد ذلك على تخفيف المخاوف وتوفير الراحة للطفل وعائلته، مما يسهم في تحسين جودة الحياة خلال هذه الفترة الحساسة.
أضف تعليقك