اسباب التبول اللاارادي… هل تختلف بين الأطفال والبالغين؟

اسباب التبول اللاارادي من أكثر المواضيع التي تثير قلق الأهل والمرضى على حد سواء، خصوصًا عندما تستمر الحالة مع التقدم في العمر أو تعود بعد فترة من التوقف.

وتختلف اسباب التبول اللاارادي من شخص لآخر، فقد تكون عضوية مثل اضطرابات الجهاز البولي، أو هرمونية مثل نقص في هرمون ADH، أو حتى نتيجة عوامل نفسية كالتوتر والقلق.

وبالتالي، فإن فهم اسباب التبول اللاارادي يساعد في اختيار علاج التبول اللاارادي، سواء كان دوائيًا أو سلوكيًا أو عبر تمارين تقوية عضلات الحوض، وفي هذا المقال نستعرض بالتفصيل:

• اسباب التبول اللاارادي وتعريف التبول اللاارادي

• اسباب التبول اللاارادي عند الاطفال

• اسباب التبول اللاارادي عند البالغين

• اسباب التبول اللاارادي للنساء

• طرق علاج التبول اللاارادي

• تمارين لعلاج التبول اللاارادي

اسباب التبول اللاارادي وتعريف التبول اللاارادي

يعد التبول اللا إرادي من المشكلات الشائعة التي تصيب الأطفال بشكل أساسي، لكنه قد يستمر أحيانًا حتى سن البلوغ، بل ويظهر أيضًا لدى بعض البالغين لأسباب مختلفة، أما عن تعريف التبول اللاارادي فهو يحدث نتيجة فقدان السيطرة الإرادية على إخراج البول، سواء أثناء النوم أو في حالات اليقظة، وهو أمر يسبب إحراجًا نفسيًا وضغطًا على المريض وأسرته خاصة إذا طال أمده دون علاج.

وتختلف اسباب التبول اللاارادي بحسب الفئة العمرية، ولكن هناك مجموعة من العوامل العامة التي قد تكون مشتركة بين الجميع، وهي:

• ضعف نضج الجهاز العصبي

حيث لم تتطور بعد القدرة الكاملة لدى الطفل للتحكم في المثانة، وهي أكثر الأسباب شيوعًا في الطفولة.

• زيادة إنتاج البول ليلًا

نتيجة نقص إفراز هرمون ADH المسؤول عن تقليل كمية البول خلال النوم.

• الإصابة بعدوى أو التهاب في الجهاز البولي

مما يسبب تهيج المثانة وعدم القدرة على التحكم في البول.

• العوامل الوراثية

فإذا كان أحد الوالدين قد عانى من التبول اللا إرادي في صغره، فإن احتمالية انتقال المشكلة إلى الأبناء تصبح أكبر.

• الاضطرابات النفسية والسلوكية

مثل القلق أو التوتر أو التعرض لصدمات نفسية مفاجئة، وهي شائعة بين الأطفال بعد تغييرات كبيرة في حياتهم.

• مشاكل بنيوية في المثانة أو مجرى البول

مثل صغر حجم المثانة أو اضطرابات وظيفية في صمام الإحليل.

ومن المهم التفريق بين التبول اللا إرادي كعرض مؤقت نتيجة ظرف معين، وبين كونه حالة مزمنة تستلزم تدخلًا طبيًا منظمًا، لذا لا ينصح أبدًا بتجاهل هذه المشكلة أو معاقبة الطفل، بل يجب البحث عن السبب الجذري من خلال الفحص والمتابعة.

اسباب التبول اللاارادي عند الاطفال

اسباب التبول اللاارادي عند الاطفال كثيرة، لأن التبول اللا إرادي عند الأطفال يعتبر حالة شائعة، خصوصًا في الفئة العمرية بين 4 إلى 7 سنوات، وغالبًا ما يكون جزءًا طبيعيًا من مراحل النمو، لكنه قد يستمر عند بعض الأطفال لسن أكبر مما يستدعي الانتباه والتدخل.

وأبرز اسباب التبول اللاارادي عند الاطفال تشمل:

• تأخر في نمو الجهاز العصبي

بعض الأطفال يتأخر لديهم تطور الإشارات العصبية بين المثانة والمخ، مما يجعلهم غير قادرين على الاستيقاظ عند امتلاء المثانة، ويعد من أبرز اسباب التبول اللاارادي عند الاطفال

• العوامل الوراثية

إذا كان أحد الوالدين قد عانى من التبول الليلي، فاحتمالية إصابة الطفل ترتفع بشكل كبير.

• النوم العميق جدًا

بعض الأطفال ينامون بعمق لدرجة أنهم لا يشعرون بحاجة التبول أثناء الليل.

• مشكلات نفسية

مثل الغيرة من مولود جديد، التوتر المدرسي، أو الخوف من أحد الوالدين.

• عدوى في المسالك البولية

قد تسبب الرغبة المفاجئة في التبول وعدم القدرة على التحكم.

• الإمساك المزمن

حيث يؤدي ضغط الأمعاء الممتلئة على المثانة إلى صعوبة التحكم في البول.

• شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم

من أبرز اسباب التبول اللاارادي عند الاطفال خاصة المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي أو الكولا.

ويجب التأكيد على أن العقاب أو التوبيخ يزيد من تفاقم الحالة ولا يساهم في العلاج، بل على العكس قد يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للطفل، لذا من المهم التعامل مع الأمر بصبر ووعي طبي.

اسباب التبول اللاارادي عند البالغين

رغم أن التبول اللا إرادي يعد أكثر شيوعًا لدى الأطفال، إلا أن بعض البالغين يعانون أيضًا من هذه المشكلة، سواء أثناء النوم أو في ساعات النهار، وغالبًا ما تكون الأسباب مختلفة وتحتاج لتقييم طبي دقيق.

ومن أبرز اسباب التبول اللاارادي عند البالغين:

• ضعف عضلات المثانة

نتيجة التقدم في السن أو الولادة المتكررة لدى النساء، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في البول، ويعد هذا السبب من أبرز  اسباب التبول اللاارادي عند البالغين

• الأمراض العصبية

مثل التصلب المتعدد، ومرض باركنسون، أو إصابات الحبل الشوكي التي تؤثر على الإشارات العصبية للمثانة.

• مرض السكري

حيث يؤدي ارتفاع السكر إلى زيادة كمية البول، وبالتالي احتمال حدوث تسرب لا إرادي.

• عدوى في المسالك البولية أو المثانة

ما يسبب الحاجة المتكررة والملحة للتبول وصعوبة في السيطرة.

• تضخم البروستاتا عند الرجال

وهي من أكثر اسباب التبول اللاارادي عند البالغين.

• تناول بعض الأدوية

مثل مدرات البول أو المهدئات التي تؤثر على التحكم في المثانة.

• الضغوط النفسية أو الاكتئاب

قد ترتبط بمشكلة السلس البول الوظيفي، حيث يكون السبب غير عضوي.

وللعلم، بعض الحالات تكون مؤقتة ويمكن علاجها بسهولة، بينما البعض الآخر يحتاج لتدخل طبي وعلاج مستمر، خاصة إذا كانت مرتبطة بمشكلة صحية مزمنة أو عصبية.

اسباب التبول اللاارادي للنساء

تعد النساء من الفئات الأكثر عرضة لمشكلة التبول اللا إرادي، خاصة بعد الحمل والولادة أو في فترة انقطاع الطمث، وتتنوع اسباب التبول اللاارادي للنساء بين عوامل عضوية ووظيفية، وقد تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والثقة بالنفس.

وأهم اسباب التبول اللاارادي للنساء تشمل:

• ضعف عضلات قاع الحوض

نتيجة الولادات الطبيعية المتكررة أو التقدم في العمر، مما يضعف دعم المثانة، ويعد من أكثر اسباب التبول اللاارادي للنساء

• هبوط المثانة أو الرحم

وهي حالة شائعة بعد الولادة أو مع تقدم العمر، وتؤدي إلى ضغط إضافي على المثانة.

• تغيرات هرمونية

مثل انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الدورة الشهرية، ما يؤثر على مرونة الأنسجة المحيطة بالمثانة والإحليل.

• السمنة

تؤدي إلى زيادة الضغط على المثانة خاصة عند الضحك أو السعال أو العطس.

• الإصابة بالتهابات متكررة في المثانة

ما يزيد من الشعور بالحاجة الملحة للتبول وعدم القدرة على التحكم.

• استخدام بعض أنواع الأدوية

مثل أدوية القلب أو المهدئات التي تؤثر على قدرة التحكم في البول، وتعد أيضًا من اسباب التبول اللاارادي للنساء.

والتشخيص الدقيق للحالة يساعد في تحديد اسباب التبول اللاارادي للنساء ووضع خطة علاج فعالة، سواء بالتمارين أو الأدوية أو حتى الجراحة عند الحاجة.

علاج التبول اللاارادي

يختلف علاج التبول اللاارادي باختلاف السبب والعمر ومدى تكرار الحالة، ويعتمد بشكل كبير على التشخيص الدقيق لتحديد أفضل خطة علاجية مناسبة لكل حالة، لأن بعض الحالات تحتاج لتدخل بسيط، بينما تتطلب حالات أخرى مزيجًا من العلاجات الطبية والسلوكية، خصوصًا عندما يكون التبول اللا إرادي ناتجًا عن مشكلة عضوية أو عصبية.

أولًا، علاج التبول اللاارادي السلوكي وتغيير نمط الحياة

تعتبر هذه الخيارات الخط الأول في العلاج، خاصة للحالات البسيطة أو المتوسطة، وتشمل:

• تدريب المثانة

من خلال تأخير الذهاب إلى الحمام تدريجيًا بعد الشعور بالحاجة للتبول، مما يساعد على تقوية قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول.

• استخدام جدول زمني للتبول

تحديد أوقات ثابتة لدخول الحمام، مثل كل ساعتين، سواء كان هناك رغبة في التبول أم لا، لتفادي امتلاء المثانة المفاجئ.

• الحد من شرب السوائل قبل النوم

خاصة المشروبات المحتوية على الكافيين أو المدرات البولية، مما يقلل فرص حدوث التبول أثناء النوم.

• العلاج النفسي والدعم العاطفي

في حالات القلق أو الصدمات النفسية، قد تكون جلسات الدعم النفسي مفيدة خصوصًا للأطفال.

ثانيًا، علاج التبول اللاارادي الدوائي

في بعض الحالات، يصف الأطباء أدوية تعمل على تهدئة عضلات المثانة أو تنظيم الهرمونات التي تؤثر على التبول، مثل:

• مضادات الكولين

تقلل من تقلصات المثانة اللاإرادية.

• الهرمون المضاد لإدرار البول

يستخدم غالبًا في حالات التبول الليلي، حيث يساعد على تقليل إنتاج البول أثناء النوم.

• مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

مثل إيميبرامين، التي تستخدم في بعض حالات التبول الليلي المزمن.

ثالثًا، علاج التبول اللاارادي الطبيعي والتمارين

ينصح بها لتقوية عضلات قاع الحوض، وهي فعالة بشكل خاص عند النساء وكبار السن وهي:

• تمارين كيجل

تساعد على تقوية العضلات التي تتحكم في المثانة والإحليل.

• العلاج بالتحفيز الكهربائي

يتم استخدام أجهزة لتحفيز العضلات العصبية الحوضية الضعيفة.

رابعًا، علاج التبول اللاارادي بطرق حديثة وداعمة

ويشمل هذا النوع من علاج التبول اللاارادي على:

• أجهزة إنذار البلل

وهي أدوات توضع في ملابس النوم وتصدر صوتًا عند بداية التبول، مما يساعد الأطفال على التعرف على الحاجة للتبول والاستيقاظ في الوقت المناسب.

• الدعم النفسي العائلي

وخصوصًا في حالات الأطفال، حيث يعد تقبل الوالدين وعدم التوبيخ جزءًا مهمًا من نجاح العلاج.

خامسًا، علاج التبول اللاارادي بالجراحة

تعد الجراحة الخيار الأخير في علاج التبول اللا إرادي، وتستخدم في الحالات التي لم تنجح فيها كل العلاجات السابقة، مثل:

• توسيع المثانة، لزيادة سعتها.

• زرع جهاز عصبي محفز، لضبط الإشارات العصبية المتجهة إلى المثانة.

وهذا التنوع في طرق علاج التبول اللاارادي يجعل من المهم جدًا مراجعة الطبيب المختص لتحديد اسباب التبول اللاارادي وتحديد الخطة المناسبة، مع المتابعة المستمرة لضمان نجاح العلاج وتفادي تكرار الحالة.

تمارين لعلاج التبول اللاارادي

تعد التمارين العلاجية إحدى الوسائل الفعالة للمساعدة في تحسين التحكم في المثانة وتقوية عضلات قاع الحوض، خاصة في حالات التبول اللا إرادي الناتج عن ضعف عضلي أو فقدان التحكم الإرادي، ويمكن الاعتماد علي تمارين لعلاج التبول اللاارادي كجزء من خطة علاج التبول اللاارادي للأطفال والبالغين على حد سواء.

وتهدف تمارين لعلاج التبول اللاارادي إلى:

• تقوية العضلات المسؤولة عن إغلاق مجرى البول.

• تحسين القدرة على تأخير التبول لفترة أطول.

• تقليل حدوث التبول اللاإرادي أثناء النوم أو اليقظة.

• تعزيز التحكم الإرادي في عضلات الحوض.

وإليك أمثلة على تمارين لعلاج التبول اللاارادي:

تمارين كيجل

وهي أشهر تمارين لعلاج التبول اللاارادي وتعمل على تقوية عضلات قاع الحوض، ويمكن أداؤها يوميًا من خلال:

• شد عضلات الحوض كما لو كنت تحاول منع تدفق البول.

• الحفاظ على الانقباض لمدة 5 ثوانٍ ثم الاسترخاء 5 ثوانٍ.

• تكرار التمرين من 10 إلى 15 مرة في كل جلسة، بمعدل 3 جلسات يوميًا.

تمارين التنفس العميق والتحكم في الجسم

• تساعد على الاسترخاء العام وتقليل التوتر، والذي قد يكون سببًا في بعض حالات التبول اللاإرادي.

• يفضل ممارسة التنفس البطيء من البطن أثناء التمرين اليومي.

تمرين المشي أو القرفصاء

• يعزز الدورة الدموية في الحوض ويزيد من وعي الجسم بهذه المنطقة.

• يمكن دمجه مع تمارين كيجل لنتائج أفضل.

نصائح عند أداء تمارين لعلاج التبول اللاارادي

• يجب أداء التمارين بشكل منتظم للحصول على نتائج ملموسة خلال أسابيع قليلة.

• لا ينصح بممارسة التمارين أثناء التبول، لأن ذلك قد يضعف قدرة المثانة على الإفراغ الكامل مع مرور الوقت.

• يفضل استشارة مختص في العلاج الطبيعي لتحديد خطة تمارين مناسبة للحالة الفردية.

وبالدمج بين تمارين لعلاج التبول اللاارادي والعلاج السلوكي أو الدوائي، يمكن تحسين حالة التبول اللا إرادي بشكل ملحوظ، وتقليل الأعراض تدريجيًا حتى الوصول إلى الشفاء التام في بعض الحالات.

فإذا كنت تعاني من التبول اللا إرادي أو لاحظت هذه الحالة لدى طفلك أو أحد أفراد أسرتك، لا تتردد في زيارة عيادات رام في السعودية، ونضمن لك توفير أفضل الكوادر الطبية والتقنيات الحديثة لتشخيص الحالة بدقة، ووضع خطة علاج فعالة تناسب احتياجاتك، احجز موعدك الآن، وتمتع بأفضل العروض.