نعلم أطفالنا في رياض الأطفال عن أهمية القيام بتنظيف الأسنان بالفرشاة وكذلك أسلوب التنظيف الأكثر شيوعا، التي تسمى التنظيف الأفقي بالفرشاة. يتم التركيز على المناطق الأمامية وبالتحديد تلك التي تتوجه نحو الخارج. هذه هي المناطق التي يمكن الوصول إليها أكثر وهي المرئية من الخارج. ولذلك فمن السهل بشكل خاص تعليم طريقة تنظيفها بالفرشاة.
إهمال الأسنان التي لا نراها
بما أن الأسنان الأمامية هي مكون رئيسي من مكونات مظهرنا الخارجي وابتسامتنا، فهي تحظى بـ"معاملة خاصة" وأغلب وقت تنظيف الأسنان يكرس للأسنان الأمامية. هذا يخلق وضعا تختفي فيه وراء الابتسامة المشرقة باقي الأسنان التي تعاني من قلة العناية المستمرة، والذي يمتد أحيانا على مدى العمر كله. يبدو هذا الأمر غريبا ومثيرا للقلق؟ هذا هو الوضع لدى معظم الناس وربما لديكم أيضا.
لماذا يجب تنظيف الأسنان؟
قبل أن ندخل إلى التفاصيل التقنية لكيفية تنظيف الأسنان، يفضل الإجابة على سؤال أساسي أكثر: لماذا ننظف أسناننا؟ الهدف من تنظيف الأسنان هو إزالة طبقة البكتيريا المتراكمة على سطح الأسنان. تجويف الفم هو منطقة مليئة بالبكتيريا من أنواع عديدة، يقدر عددها بأكثر من 1,000 نوع مختلف. بعض البكتيريا قادرة على الالتصاق بأسطح السن والاغشية المخاطية للفم. هذه البكتيريا تستوطن أولا على السطح وتشكل أيضا وسيطا من أجل ربط المزيد من البكتيريا. والتي تشكل معا مبنى مركب من البكتيريا من مختلف الأنواع، مرتبة في طبقات أشبه بـ مستعمرة من البكتيريا. تسمى البلاك (Plaque اللويحات ـ أي، لويحات البكتيريا). نتيجة تغيير الخلايا المخاطية، التي تسقط ويتم تغييرها بوتيرة عالية، لا يظهر تجمع البلاك على الأغشية المخاطية للفم، ولكن على أسطح الأسنان التي لا تتجدد. يتجمع البلاك ويكبر دون ازعاج. البكتيريا التي تستوطن في طبقة البلاك تكون محمية (عن طريق مبنى طبقة البلاك) من الإنزيمات، الأجسام المضادة والخلايا المناعية وتظهر حتى مقاومة زائدة ضد المضادات الحيوية. من ناحية أخرى، فإن البكتيريا التي تتجمع في البلاك تظهر خصائص أكثر شراسة. لحظر تجمع البلاك والتأثير الضار الصادر عن البكتيريا التي تعيش فيه، مثل تسوس الأسنان والتهاب اللثة، يجب تنظيف الأسنان والتخلص من البلاك يدويا.
التنظيف بفرشاة الأسنان لا يقوم بهذه المهمة
لدى أغلب الناس، تشمل عملية تنظيف الأسنان استعمال فرشاة الأسنان فقط، دون وسائل مساهمة إضافية. عمليا، هناك مجموعة ضخمة من الوسائل التكميلية التي تم تصميمها من أجل تحسين مستوى سيطرتنا على البلاك. استعمال وسائل مثل غسول الفم، خيط تنظيف الأسنان الطبي، المسواك، فرشاة ما بين الأسنان، فرشاة الأسنان وحيدة الألياف، كلها يمكن أن تفيد وتحسن بصورة ملحوظة من مستوى التحكم بطبقة البلاك لدينا. إذا كنتم لا تستعملون هذه الوسائل بصورة يومية، فأنتم لا تقومون بتنظيف أسنانكم بصورة كاملة. إذا شبهنا السن بالمكعب الذي تتجه قاعدته باتجاه اللثة، فإن فرشاة الأسنان تفرك ثلاث جهات فقط من السن أو المكعب - الجهة التي تواجه الخد أو الشفتين، الجهة التي تواجه اللسان وسطح المضغ العلوي للسن. هذا يترك جهتين تتجهان نحو تجويف الفم، والتي لا يمكن لفرشاة الأسنان الوصول إليهما، بدون أي تنظيف. تلك هي السطوح التي تتجه نحو الأسنان المجاورة.
خيط تنظيف الأسنان، المسواك أو فرشاة ما بين الأسنان؟
لتنظيف المناطق الموجودة بين الأسنان، يجب علينا استعمال خيط تنظيف الأسنان، مسواك الأسنان أو فرشاة ما بين الأسنان. خيط تنظيف الأسنان هو المعروف أكثر. وبالفعل فإن الاستعمال الفعال للخيط يمكن أن يحقق نتائج ممتازة. الأزمة مع استعمال خيط تنظيف الأسنان هو أنه يحتاج قدرة يدوية مرتفعة والعديد من التدريب من أجل وضعه بين سطوح الأسنان بالصورة الصحيحة. نكاشة الاسنان الطبية (أو حتى المسواك)، بالمقابل، سهلة جدا للاستعمال. كل ما علينا فعله هو إدخال المسواك، ذي الشكل الثلاثي، بين سنين متجاورين، بحيث يحتك بأسطح ما بين الأسنان. يجب مناسبة المسواك لسمك الفراغ الموجود بين الأسنان. ينصح باستعمال المسواك المصنوع من خشب البلزا ، والذي يكون ليناً عادة ويناسب نفسه للفراغات الموجودة بين الأسنان ولا يسبب الجروح في أنسجة اللثة. فرشاة ما بين الأسنان تقوم بالعمل بنفس مبدأ مسواك الأسنان. يمكن العثور على فرشاة ما بين الأسنان في مجموعة مختلفة من الأحجام ويجب مناسبتها لحجم الفراغ الموجود بين الأسنان لدى كل فرد بصورة فردية. الأزمة هي أن الفراغات بين الأسنان في فمنا ليست موحدة، ولذلك يجب استعمال فراشٍ بأحجام متنوعة للمناطق المتنوعة في الفم.
كيف ننظف كل الأسنان؟
تنظيف ما بين الأسنان ليس هو الأزمة الوحيدة خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة. كما ذكرنا سابقا، فالأسنان الخلفية، وبالتحديد في المناطق الداخلية التي تواجه اللسان والحنك، تعاني من قلة العناية وعدم التنظيف لدى معظمنا، بسبب مكانها الذي يصعب جدا الوصول إليه. اللسان يشكل هو أيضا عاملا معيقا إذ يشغل ويملأ حيزا ضخما من تجويف الفم. بسبب شكل اللسان الواسع في قاعدته، فإنه يعيق رؤية المناطق الخلفية. أزمة أخرى ترتبط باللسان هي أزمة رد الفعل التقيؤ. رد الفعل هذا، والذي يحفز الرغبة في التقيؤ بعد ملامسة جسم غريب للأجزاء الخلفية من اللسان والحنك يكون متطورا جدا عند بعض الناس، لدرجة أنه يشكل صعوبة حقيقية في تنظيف الأسنان. من هنا سوف ندرك أهمية استعمال وسائل كغسول الفم بصورة يومية للتغلب على صعوبة الوصول الى هذه المناطق وتنظيف شامل للفم.
فرشاة أحادية الألياف
للتغلب على أزمة تنظيف هذه الأماكن بالفرشاة، يجب استعمال فرشاة ذات "رأس" صغير، يسمح بالوصول بسهولة أيضا إلى الأماكن الأكثر كثافة. والفرشاة الأحادية الألياف هي طريقة معدة تحديدا لهذا الغرض وملائمة بصورة خاصة لهذه المهمة. الفرشاة الأحادية الألياف، هي كما يوحي اسمها، تحتوي فقط على مجموعة واحدة من الألياف وذات شكل يشبه ريشة الكتابة. بسبب صغر حجمها، فأنها تتيح الوصول بسهولة ويسر لتلك "المناطق النائية" التي ذكرناها سابقا. ميزة أخرى للفرشاة الأحادية الألياف تظهر في الأسنان الكثيفة وغير الموحدة. من خلال "رسم" شكل اللثة، تنظف الفرشاة الأحادية الألياف المناطق التي لا تنجح الفرشاة العادية في الوصول إليها بسبب موقعها. لا ننسى بالطبع الجزء الأخير من عملية تنظيف الأسنان، والذي يتمثل باستعمال غسول الفم المعقم مثل الليسترين، حيث بإمكانه أن يصل إلى كافة أجزاء الفم، وبالتالي التخلص من الجراثيم والحفاظ على لثة صحية محمية من الالتهابات، إضافة إلى الحفاظ على نفس منتعش.
نصائح هامة لتنظيف الأسنان بصورة سليمة
- استعمال فرشاة الأسنان ذات "الرأس" الصغير، ينصح أقل من - 30 ملم.
- احرصوا على وصول ألياف الفرشاة الى منطقة اتصال اللثة والسن، حيث تتراكم طبقة البكتيريا.
- اذا كانت الفرشاة العادية تسبب تحفيز الرغبة في التقيؤ عند ملامستها للسان والحنك، فعليكم القيام بتنظيف هذه الأماكن من خلال فرشاة صغيرة بصورة خاصة، الفرشاة الاحادية الألياف.
- احرصوا على الاستعمال اليومي للوسائل المساهمة لتنظيف السطوح التي بين الأسنان، مثل غسول الفم وخيط تنظيف الأسنان، مسواك الأسنان وفرشاة ما بين الأسنان.
أضف تعليقك