داء السكري الحملي والمعروف بـ سكر الحمل (يشار إليه أحيانًا باسم GDM)، هو أحد أشكال مرض السكري الذي قد يحدث أثناء فترة الحمل، معظم النساء يشفين من داء السكري بعد ولادة أطفالهن.
مع ذلك، قد تستمر معاناة بعض النساء من ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد الولادة، يتم تشخيص هذا النوع من مرض السكري عند ظهور مستويات أعلى من الجلوكوز في الدم لأول مرة أثناء الحمل.
لكن ما هو سبب سكر الحمل؟ وما هي أعراض سكر الحمل؟ وكيف يتم علاج سكر الحمل؟ إليك كل ما تحتاج معرفته في هذا المقال.
أولًا: ما هو سبب سكر الحمل؟
خلال فترة الحمل تنتج مشيمة الأم هرمونات خاصة بنمو الجنين وتطور أعضائه، هذه الهرمونات تعيق من أداء الأنسولين داخل جسم السيدة الحامل، وهذا ما يسمى مقاومة الأنسولين، وبسبب ذلك فإن حاجة الجسم إلى الأنسولين في الحمل أعلى من مرتين إلى ثلاث مرات عن المعدل الطبيعي.
في هذه الحالة قد لا يتمكن جسم السيدة الحامل من التعامل مع الطلب الإضافي على إنتاج الأنسولين وسترتفع مستويات الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى تشخيص سكر الحمل، عندما تنتهي فترة الحمل وتلد الأم، عادةً ما تعود مستويات الجلوكوز في الدم إلى طبيعتها ويختفي سكر الحمل بشكل نهائي، إلا أن الخطر يكمن في مقاومة الأنسولين التي قد تزيد من خطر إصابة السيدة الحامل بمرض السكري من النوع الثاني فيما بعد.
ثانيًا: ما هي أعراض سكر الحمل؟
لا تظهر لدى الغالبية العظمى من النساء المصابات بسكر الحمل أي أعراض للمرض. بما أن المضاعفات من شأنها أن تظهر في الجنين، بدءًا من درجات سكري منخفضة نسبيًا، والتي لا تسبب للأم أي اضطراب، من المهم تمييز واكتشاف سكري الحمل مبكرًا قدر الإمكان.
ثالثًا: ما هي مضاعفات سكر الحمل؟
تطور سكر الحمل خلال الحمل، يعرض النساء الحوامل وأجنتهن لمخاطر ممكنة، لا يوجد هنا خطر مفرط لتشوهات (إلا إذا كانت المرأة الحامل مصابة بسكري خفي لم يكن مكتشفًا في السابق)، وذلك لأن أعضاء الجنين تتم تطورها في نهاية الثلث الأول للحمل، قبل ظهور سكري الحمل.
إليكي أيضًا أشهر المضاعفات الأخرى للسكري والتي تظهر متأخرة في الحمل:
-
تأخر نضج الرئتين
-
موه السلى ( كثرة السائل السلوي).
-
قد تظهر خلال سكري الحمل، رغم أنها تكون بخطورة منخفضة بشكل عام.
تشمل مضاعفات الأم:
-
احتمالاً أعلى لجراحات قيصرية.
-
لا تظهر لدى الغالبية العظمى من النساء المصابات بسكري الحمل أي أعراض، بما أن المضاعفات من شأنها أن تظهر لدى الجنين، بدءًا من درجات سكري منخفضة نسبيًّا، والتي لا تسبب للأم أي اضطراب.
رابعًا: ما هي أهم المعلومات عن سكر الحمل؟
-
من المهم تمييز واكتشاف سكر الحمل مبكرًا قدر الإمكان، تقاس في الفحص درجة الغلوكوز في الدم، ساعة بعد شرب وجبة 50 غرامًا غلوكوزًا.
-
تعتبر درجة الغلوكوز سليمة إذا لم تزد عن 140 ملغم/ديسيلتر.
-
إذا كانت الدرجة أعلى يتم تعريفها كمريضة، وتكون هناك حاجة لتحميل سكر كامل بواسطة شرب 100 جرامًا غلوكوز في الصباح، بعد الصوم لـ 8-14 ساعة.
-
يجب قبل الخضوع للفحص، المحافظة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام على تغذية غنية بالكربوهيدرات ( السُّكريات) (أكثر من 150 غرامًا في اليوم).
-
خلال التحميل يجب على الخاضعة للفحص الامتناع عن التدخين والجهد الجسدي.
-
يتم فحص تركيز السكر قبل تناول الغلوكوز بالشرب، وبعد مرور ساعة، ساعتين وثلاث ساعات من شرب وجبة الـ 100 غرام سكرًا.
-
يستلزم الأمر فحصين شاذين عن الوضع السليم لتعريف الوضع على أنه سكري الحَمْل.
-
إن القيم القصوى للغلوكوز هي: حتى 95 ملغم/ديسيلتر عند الصوم، حتى 180 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ساعة، حتى 155 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ساعتين وحتى 140 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ثلاث ساعات.
خامسًا: كيف يتم علاج سكر الحمل؟
يعتمد العلاج منذ لحظة التشخيص على تغذية خاصة بالحمل، قليلة السكر المتوفر.
إذا لم يتم الوصول لدرجات السكر المرغوبة والتي تظهر في الفحص أقل من 6%، يجب إضافة الإنسولين.
العلاج بالدواء هو الوحيد المصادق عليه اليوم لخفض درجات السكر في الحمل، بالإضافة للموازنة الدقيقة لدرجات الغلوكوز.
"وأخيرًا" من الجدير بالذكر أنه يجب في حال إصابة المرأة بسكر الحمل، إجراء متابعة دقيقة لتطور الحمل والجنين لدى الطبيب المختص في عيادات رام للإطمئنان على صحتها وصحة الجنين.
أضف تعليقك