يعتبر مرض النقرس أحد أشكال التهاب المفاصل، وهو حالة تتميز بارتفاع مستويات حمض البوليك في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات في المفاصل. تتنوع أسباب مرض النقرس بين العوامل الوراثية، تناول بعض الأطعمة الغنية بالبيورينات، والسمنة. من الشائع أن تظهر أعراض النقرس في القدم، حيث يشعر المصاب بألم شديد وتورم في المفاصل، خاصةً في إصبع القدم الكبير. تشمل أعراض النقرس الأخرى احمرار الجلد حول المفصل المصاب، الشعور بالحرارة. يتطلب علاج مرض النقرس اتباع نظام غذائي مناسب، بالإضافة إلى الأدوية التي تهدف إلى تقليل مستويات حمض البوليك في الجسم والتخفيف من الأعراض. في هذا المقال، سنستعرض المزيد عن المرض، أسباب حدوثه، أعراضه، طرق علاجه.
ما هو مرض النقرس؟
النقرس هو نوع من التهاب المفاصل بارتفاع مستويات حمض اليوريك (حمض البول) في الدم، مما يؤدي إلى آلام شديدة في المفاصل. غالبًا ما يصاحب هذا الالتهاب تورم، احمرار، ارتفاع في درجة حرارة الجسم. يتطور المرض عادةً لدى الرجال البالغين بين 30 و45 عامًا، بينما تظهر الأعراض عند النساء بعد سن الخامسة والخمسين. كما يعتبر النقرس شائعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، بغض النظر عن الجنس، يعتبر نادر الحدوث بين الأطفال.
ما هي أعراض النقرس في القدم؟
تظهر علامات النقرس وأعراضه بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تحدث في الليل. تشمل هذه الأعراض:
-
ألم شديد في المفاصل: عادةً ما يؤثر النقرس على إصبع القدم الكبير، لكنه يمكن أن يصيب أي مفصل آخر. المفاصل الأخرى التي قد تتأثر تشمل الكاحلين والركبتين والمرفقين والمعصمين وأصابع اليدين. عادةً ما يصل الألم إلى ذروته خلال أربع إلى 12 ساعة بعد البداية.
-
الشعور بعدم الارتياح: بعد زوال الألم الحاد، قد يستمر الإحساس بعدم الراحة في بعض المفاصل لفترة تتراوح من بضعة أيام إلى عدة أسابيع. ومن المحتمل أن تستمر الهجمات اللاحقة لفترة أطول وتؤثر على عدد أكبر من المفاصل.
-
التهاب واحمرار: تصبح المفاصل المصابة متورمة ومؤلمة، وتكون دافئة ولها لون أحمر.
-
محدودية نطاق الحركة: مع تفاقم حالة النقرس، قد تواجه صعوبة في تحريك مفاصلك بشكل طبيعي.
ما هي أسباب مرض النقرس؟
يعتبر ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم السبب الرئيسي لمرض النقرس، يعرف في هذه الحالة بـ "فرط حمض اليوريك الدم". على الرغم من أن السبب الأساسي للنقرس لا يزال غير محدد بدقة، إلا أن هناك عدة عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض، منها:
-
ارتفاع ضغط الدم.
-
مرض السكري.
-
السمنة المفرطة.
-
الفشل الكلوي.
-
فقر الدم.
-
الأورام السرطانية.
-
الاستخدام الطويل لمدرات البول.
-
الوراثة والتاريخ العائلي للنقرس.
-
الجفاف ونقص السوائل.
-
الجنس والعمر.
-
تناول الأطعمة الغنية بالبيورين، مثل الكحول والأسماك واللحوم الحمراء.
-
التسمم بالرصاص.
-
البدانة.
-
العمليات الجراحية.
ما هي طريقة تشخيص مرض النقرس؟
تتسبب بعض الأمراض في التهاب المفاصل وآلامها، يتم تشخيص النقرس عندما يعاني الشخص من نوبة أو أكثر من آلام المفاصل الحادة، تليها فترات خالية من الأعراض، مع استمرار ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم.
يعتمد التشخيص على ما يلي:
-
التاريخ الطبي.
-
تحليل الدم.
-
الفحص السريري.
قد يجرى أيضًا تصوير بالأشعة السينية، الأشعة المقطعية، الموجات فوق الصوتية، الرنين المغناطيسي للكشف عن حالة الأنسجة والعظام.
تعتبر أفضل طريقة لتشخيص النقرس هي فحص السائل الزليلي (السائل الذي يسبب تورم المفصل) تحت المجهر للبحث عن بلورات حمض اليوريك. كما يولي الطبيب اهتمامًا خاصًا لشدة الألم، مدة النوبة، حالة المفاصل المصابة كجزء من عملية التشخيص.
كيف يمكن علاج مرض النقرس؟
يهدف علاج مرض النقرس إلى تخفيف الألم والالتهاب، كذلك تقليل مخاطر حدوث مضاعفات بشكل سريع وآمن. غالبًا ما يكون العلاج قصير الأمد ويركز على فترة الهجمة. يعتمد اختيار الأدوية المناسبة على عدة عوامل، مثل خطر النزيف، صحة الكلى، التاريخ الطبي المرتبط بقرحة المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
تعتبر الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين و الإندوميثاسين، من أفضل الخيارات لعلاج نوبات النقرس. تكون هذه الأدوية أكثر فعالية عند استخدامها في المراحل المبكرة من النوبة، حيث تساعد في تقليل التورم في المفصل. إذا كان لدى المريض تاريخ مرضي للنقرس، فقد يصف الطبيب دواءً لتناوله عند ظهور الهجمة. العلاج المبكر سهم في تقصير مدة الألم وتقليل شدة النوبة.
أما بالنسبة للعلاج الوقائي، فهو يهدف إلى منع أو تقليل حدوث نوبات النقرس. يوصف عادةً من قبل الطبيب، يتناول يوميًا بجرعات منخفضة لتفادي الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي.
في الختام، نؤكد أن هذا المرض يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المصابين به، مما يستدعي اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معه. من خلال التعرف على أعراض النقرس وأسبابه، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات مبكرة لتجنب النوبات المؤلمة.
زيارة الطبيب، خاصة في عيادات رام، يتيح للمصابين الحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال، مما يساعد على التحكم في مستويات حمض اليوريك وتقليل فرص حدوث النوبات. مع الرعاية الطبية المناسبة والمتابعة المستمرة، يمكن للأشخاص الذين يعانون من النقرس تحسين حالتهم الصحية واستعادة نمط حياة أكثر راحة ونشاطًا.
لا تتردد في استشارة الأطباء المتخصصين لضمان أفضل سبل العلاج والدعم.
أضف تعليقك