غالباً ما يحدث رض الأسنان وحوافها السنخية في مرحلة الطفولة إلا أنه قد يصادف في مرحلة المراهقة ونادراً ما يشاهد لدى البالغين، وإن أكثر الإصابات تقوم بالوقوع بين (7-11) سنة من العمر في فترة تطور الأسنان الأمامية التي تعتبر من أكثر الأسنان تعرضاً للصدمات المباشرة (تلاحظ الإصابات بصورة أكبر عند الذكور منها عند الإناث بسبب الطبيعة السلوكية للذكور) بينما تقتصر رضوض الأسنان الخلفية على الصدمات غير المباشرة.
تعتبر الصدمات واللكمات و حوادث السيارات والسقوط والصدمات الرياضية من الأسباب المنتشرة لرضوض الأسنان التي قد تتسبب إما فى قلقلة السن في سنخها أو أنها تسبب كسراً في جزء من التاج أو الجذر أو في كليهما معاً أو يمكن أن تتسبب فى انخلاع السن وخروجها تماماً من سنخها أو انغراسها باتجاه السن الداعمة.
تتدرج حدة الإصابة من إصابة سطحية في مينا تاج السن، مروراً بكسر ممتد إلى العاج دون انكشاف عصب السن وانتهاءاً بكسر يمتد ليشمل العاج ويكشف اللب.
يجب أن تتلقى الأسنان التي تتعرض لمثل هذه الإصابات عناية عاجلة من أجل الحفاظ على حيوية اللب وعناية العاج المنكشف. وحينما تنخلع الأسنان بصورة كاملة يجب أخذ إجراءات معينة بغاية الحفاظ على فرصة إعادة الزرع الناجحة، ولهذا سوف نستعرض بشيء من التفصيل الانخلاع التام للأسنان الأمامية خاصة ذلك لأن نجاح المعالجة اللاحقة يعتمد بصورة كبيرة على حسن تصرف الأهل وسرعة هذا التصرف.
الانخلاع التام:
وهو تلك الإصابة الرضية للسن والمتسببة فى مغادرة السن المرضوض لسنخه بصورة كاملة، علماً أن 16% من حالات الرضوض السنية تتصاحب بانخلاع تام.
إن إعادة زرع السن الذي غادر سنخه والحفاظ عليه ممكن القيام بتطبيقه نظرياً، بشرط التعامل المناسب بدءاً من موقع الحادث وحتى عيادة الطبيب.
إن امكانية النسج حول السنية واللب على التجدد (نجاح عملية إعادة زرع السن مكانها) ترتبط بصورة أساسية بما يلي:
عدد الخلايا المولدة للملاط الحية والموجودة على جذر السن المنخلع.
حالة خلايا الرباط السني.
درجة التلوث الجرثومي لسطح الجذر ولب السن.
كما نولي أهمية بالغة للمدة التي بقيها السن خارج سنخه ولطريقة حفظه حتى الوصول إلى الطبيب. باختصار يمكننا القول: أن خطة معالجة السن المنخلعة تماماً تحددها عوامل مرتبطة باللب السني وبالنسج المحيطة بالسن.
حفظ السن المنخلعة حتى بدء عملية إعادة الزرع:
إن الملاحظات العملية تدفعنا إلى تمييز فترتين زمنيتين بغاية الوصول إلى التشخيص والعلاج المناسبين:
1. الفترة الزمنية الفاصلة بين وقوع الحادث ووصول المريض إلى عيادة الطبيب أو المشفى:
إن عدد خلايا الرباط السني والقادرة على التكاثر والمتواجدة على جذر السن المنخلعة يتناقص بصورة مستمرة كلما طال الزمن الذي تقضيه هذه السن خارج سنخها، فإذا تخطت المدة الزمنية الستين دقيقة خارج السنخ إضافة إلى حفظ السن المنخلعة بوسط جاف فإن احتمال شفاء النسيج الداعم لتلك السن يكاد يكون مستحيلاً.
لذلك يفضل بوضع السن المصابة في أحد الأوساط المناسبة بأسرع ما يمكن بعد الحادث مباشرة. والأوساط المناسبة الممكنة هي التالية مرتبة حسب مثاليتها:
وسط مناسب لاستنبات الخلايا أو وسط موافق لحفظ الأعضاء المراد زرعها.
محلول ملحي فيزيولوجي (سيروم ملحي).
حليب.
لعاب.
ماء شرب.
إن الوسط الماح في موقع الحادث أو بالقرب منه هو الذي يفرض نفسه، رغم أننا نحبذ الابتعاد عن مياه الشرب نتيجة صفات نقص التوتر لها . وإذا سمحت حالة المريض العامة فيمكن حفظ السن المنخلعة في فم المريض (لعابه) أو أسفل لسانه أو في فم أحد ذويه، إلا أن خطر بلع أو استنشاق السن قد يمنع من اتباع هذا الأسلوب.
أما عند القيام بوضع السن في الحليب، فيجب أن يكون حليباً طازجاً وبارداً.
2. الفترة الزمنية الفاصلة بين معاينة المريض وإعادة الزرع:
عادة ما ينقضي بعض الوقت من لحظة وصول المريض إلى العيادة أو المشفى وحتى زرع السن في مكانها، وبما أنه يتعذر حساب هذا الوقت مسبقاً – إذ قد يطول – لهذا يجب على أول فرد في المركز الطبي يقابل المريض أن يحفظ له سنه في أحد الأوساط المناسبة، والتي أصبحت متاحة في عدة مشافي وبالتحديد في أقسام الجراحة الفكية، وبهذا نكون قد نكون حفظنا السن بوضعية تسمح لإعادة الزرع بنجاح، وقد نلجأ بعد إعادة زرع السن في مكانها إلى معالجة ألبابها – سحب عصبها – وسوف يكون من الضروري بعدها أن تثبت السن لفترة ملائمة من الزمن بطرق متنوهة كالأطواق المعدنية التقويمية أو من خلال أسلاك تربط السن المعاد غرسها إلى الأسنان المجاورة
أضف تعليقك