تعتبر حاسة البصر من أكثر الحواس المؤثرة في نمو الطفل في العمر 2-3 سنوات، إذ أن ما يقارب 80% مما يقوم الطفل بتعلمه في مرحلة ما قبل المدرسة مبني على حاسة البصر. أهم المعلومات حول أزمات النظر لدى الأطفال في سن 2-3 سنوات إليك في الآتي:
مشاكل النظر عند الأطفال
في ما يأتي نذكر أكثر اضطرابات النظر لدى الأطفال شيوعا في المرحلة العمرية بين 18 شهرًا وحتى 4 سنوات:
1. الحول (Strabismus)
وله تسميات كثيرة باللغة الإنجليزية، مثل: (Crossed eye) أو (Wandering eye) وهو خلل بصري يظهر عادة منذ الولادة ويؤثر في 3%-5% من الأطفال، حيث أنه: يتمثل في عدم إمكانية كلا العينين على تحقيق التزامن في ما بينهما، وهو ما يحدث بسبب مشكلة في ربط العين مع الدماغ. يمكن لدماغ الطفل أن يتجاهل الإشارات القادمة من العين الأضعف مما يساهم على تجنب الرؤية المزدوجة إلا أن ذلك يتسبب بما يسمى الغمش (Amblyopia) أو العين الكسولة وهو ما يتسبب عادة في حالة تدعى إجهاد العين والصداع. يجب البدء بعلاج الحول بأسرع وقت ممكن، وفي حال تجاهله يمكن أن يقوم بالانتقال مع الطفل إلى مرحلة المراهقة وما بعدها، حيث من الضروري عرض الطفل على طبيب عيون الأطفال. يبدأ الطبيب المختص العلاج بالنظارات الطبية أو تغطية العين السليمة من أجل إجبار الطفل على استعمال العين الكسولة إلى أن تعود إلى حالتها الطبيعية. قد يكون مد النظر هو السبب وراء الحول، وهو ما يمكن علاجه عن طريق النظارة الطبية، ومن الضروري بذل كافة الجهود لعلاج الحول قبل أن يصبح الطفل بعمر 8 سنوات، لأن بعد هذا العمر يصبح خسارة البصر في العين الضعيفة دائمًا. يمكن علاج هذا النوع من اضطرابات النظر لدى الأطفال عن طريق الجراحة، ويتم عبرها شد أو تحريك واحدة أو أكثر من عضلات العين الخارجية من أجل تحريك العين نفسها.
2. التركيز غير المتكافئ (Blurred vision)
يؤثر هذا المرض في 2%-3% من الأطفال وفيه تتمكن عين واحدة من الرؤية أبعد من العين الأخرى، وهي من الأزمات التي يصعب الكشف عنها كون الأطفال يولدون بهذه الحالة ولا يمكنهم معرفة أن هذه الرؤية غير واضحة. وعلى غرار الحول فإن الدماغ يعمل على تجاهل الصور القادمة من العين ذات التركيز الضعيف وتصبح العين ذات التركيز الأقوى هي المهيمنة، مما قد يتسبب في البدء بفقدان البصر تدريجيًا والذي قد ينتج عنه عمى كامل في العين الضعيفة مع بلوغ الطفل سن الثامنة. تشخيص مشاكل النظر عند الأطفال في أغلب الأوقات تكون أزمات النظر لدى الأطفال غير واضحة أو ظاهرة خاصة بالنسبة للطفل، والطريقة الأبرز للكشف عن هذه الأزمات بصورة مبكرة هي عن طريق الفحص، لكن من العلامات التي قد تشير إلى وجود اضطرابات النظر لدى الأطفال والتي من الممكن للأهل ملاحظتها: فرك العينين. تدميع العينين. التورم. الاحمرار. التقيح. فرط في قذى العين. الحساسية للضوء. الانتفاخ وجحوظ العينين. الجفون المترهلة. إذا كان طفلك يعاني من إحدى هذه الأعراض أو لاحظت تغيرًا في عينيه بأي شكل من الأشكال لا تنتظر حتى يصبح بعمر 3 سنوات حتى تقوم بإجراء فحص البصر مع الجدير بالذكر أن الفحص المبكر هو أول خطوة لعلاج اضطرابات النظر لدى الأطفال متى يوصى بإجراء فحص النظر للطفل؟ على الرغم من أهمية هذه الحاسة إلا أن الطفل لن يتمكن من إدراك وجود أزمة في نظره، وهو ما يفرض الحاجة لإجراء الفحوصات الروتينية للتأكد من عدم وجود أزمات النظر لدى الأطفال. هذا وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بإجراء فحص للنظر: الأول: خلال 72 ساعة بعد الولادة. الثاني: بين الأسبوعين 6-8 من عمر الطفل. الثالث: عند إتمامه عامه الأول أو بين 2-2.5 عامًا. الرابع: بين 4-5 أعوام. وبعد ذلك بصورة دورية كل عامين. ويعد الكشف المبكر عن أمراض العين عند الأطفال أمرًا هامًا للغاية لما له من تأثير مباشر على عملية النمو الطبيعية للطفل وتعلمه في هذه المرحلة الجوهرية من حياته.
أضف تعليقك