يعتبر الجذام، المعروف أيضاً بمرض هانسن، من الأمراض الجلدية النادرة التي تصيب الأعصاب والجلد. ما هو مرض الجذام؟ هو عدوى مزمنة تسببها بكتيريا، تؤثر بشكل رئيسي على الأعصاب الطرفية والجلد.
تتعدد أسباب مرض الجذام، تشمل العوامل الوراثية والمناعية. يظهر الجذام عدة أعراض، سنتعرف عليها. كما يوجد أنواع مختلفة من الجذام، بما في ذلك الجذام الدرني والعكسي، مما يؤدي إلى تفاوت في الأعراض.
تعتبر مضاعفات مرض الجذام، مثل العجز وفقدان الإحساس، من أبرز المخاطر المرتبطة بالمرض. إن فهم أشكال مرض الجذام المختلفة يساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفعال. سنستعرض في هذا المقال تفاصيل حول مرض الجذام...
ما هو مرض الجذام؟
يعتبر الجذام مرضًا قديمًا يعود تاريخه إلى العصور القديمة، قد ذكر في العديد من النصوص التاريخية. يعرف الجذام بأنه مرض مزمن ومعدٍ يتسبب فيه نوع من البكتيريا يسمى المتفطرة الجذامية. يؤثر هذا المرض على الجلد والأعصاب المحيطية، بالإضافة إلى مخاطية الجهاز التنفسي العلوي والعينين. من المهم معرفة أن الجذام قابل للعلاج، يمكن الوقاية من الإعاقات الناتجة عنه إذا تم تقديم العلاج في المراحل المبكرة. يعاني المصابون بالجذام غالبًا من الوصم الاجتماعي والتمييز، بالإضافة إلى التغيرات الجسدية التي قد تلحق بهم.
ما هي أعراض الجذام؟
يستهدف مرض الجذام بشكل رئيسي الجلد والأعصاب الخارجية، كما يؤثر أيضًا على العينين والأنسجة الرقيقة داخل الأنف. العرض الرئيسي للمرض هو ظهور تقرحات جلدية وتشوهات ونتوءات قد تحتاج إلى عدة أسابيع أو حتى أشهر للاختفاء.
يمكن أن تستغرق الأعراض سنوات للظهور بسبب النمو البطيء للبكتيريا المسببة للجذام، حيث قد تظهر الأعراض بعد فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، في بعض الحالات، بعد 20 عامًا من التعرض للبكتيريا. تشمل الأعراض ما يلي:
-
شعور بالخدر والتنميل.
-
فقدان الإحساس في بعض أجزاء الجسم، خاصةً في الذراعين والساقين.
-
عدم الإحساس بالألم.
-
فقدان الإحساس بالحرارة.
-
ضعف العضلات وألم في المفاصل.
-
إصابة الأعصاب.
-
فقدان الوزن.
-
ظهور طفح جلدي.
-
تقرحات جلدية غير مؤلمة أحيانًا.
-
بقع جلدية باهتة تشبه تلك التي تظهر في مرض البهاق، مع وجود خدر في المناطق المصابة.
-
جفاف العين وقلة حركة الجفن.
-
فقدان الأصابع.
-
تساقط الشعر، بما في ذلك شعر الحواجب.
-
تشوهات في الوجه.
ما هي أنواع مرض الجذام؟
تنقسم أشكال مرض الجذام بناءً على استجابة الجهاز المناعي للمرض، هذه الأنواع هي:
-
الجذام السلي: يعرف أيضًا بالجذام الدرني، حيث تكون الاستجابة المناعية جيدة. تظهر على المريض أعراض قليلة، مثل وجود بقعة واحدة أو بعض البقع على الجلد، وقد يشعر بالخدر في بعض المناطق. يعتبر هذا النوع خفيفًا وقليل العدوى مقارنة بالأنواع الأخرى.
-
الجذام الورمي: في هذا النوع، تكون الاستجابة المناعية ضعيفة، يعتبر الأكثر خطورة. تظهر أعراض أكثر حدة، مثل بقع جلدية منتشرة على مساحات واسعة، بالإضافة إلى آفات جلدية وتورمات وضعف في العضلات. قد يؤثر هذا النوع على الأعضاء التناسلية، الكلى، الأنف، كما قد يتسبب في تساقط الشعر. يعد الجذام الورمي الأكثر عدوى بين الأنواع الثلاثة.
-
الجذام الحدي: تظهر على المريض أعراض مختلطة من الأنواع السابقة، مما يجعله في منطقة وسط بين الجذام السلي والجذام الورمي.
ما هي أسباب مرض الجذام؟
ينتج الجذام عن بكتيريا المتفطرة الجذامية، التي تنتقل بشكل رئيسي من خلال المخالطة الوثيقة والمستمرة مع المصابين بالجذام. لا يعد الاتصال العرضي، مثل المرور بجانب شخص مريض، كافيًا لنقل العدوى. كما يعتبر حيوان المدرع أحد الحوامل الممكنة لمرض الجذام، ويمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالعدوى نتيجة ملامسته.
معظم الأفراد الذين يحملون العدوى لا تظهر عليهم أعراض، ذلك لأن جهازهم المناعي يعمل على مكافحة العدوى. تظهر الأعراض فقط عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفًا. بعض الأشخاص لديهم جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالجذام.
مضاعفات مرض الجذام:
تعتمد شدة المضاعفات الناتجة عن مرض الجذام على سرعة تلقي الرعاية الطبية والعلاج المناسب. كلما تم علاج الجذام مبكرًا، كانت الأعراض أقل حدة.
من بين مضاعفات مرض الجذام المرتبطة بالجذام، يمكن أن تشمل:
-
فقدان حس اللمس، الذي يبدأ عادةً في الأطراف، مما قد يؤدي إلى إصابات جسدية دون إدراك، مثل الحروق والجروح، قد تتطور هذه الإصابات إلى التهابات خطيرة.
-
تلف دائم في الأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي.
-
ضعف في العضلات.
-
فقدان الشعر، خاصةً شعر الحواجب والرموش.
-
تشوهات تدريجية في الوجه والأطراف.
-
فقدان البصر أو الإصابة بالجلوكوما.
-
ضعف الانتصاب والعقم لدى الرجال.
-
الفشل الكلوي.
-
تلف دائم في الأنسجة الداخلية للأنف، مما يؤدي إلى نزيف مستمر وانسداد مزمن.
نصائح للوقاية من الإصابة بالجذام:
يمكن اتخاذ عدة تدابير للوقاية من الإصابة بالجذام، تشمل:
-
اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على نظافة جيدة، حيث يعد ذلك من أهم وسائل الوقاية.
-
زيادة الوعي الصحي بين جميع أفراد المجتمع حول مرض الجذام، أعراضه، وطرق الوقاية منه.
-
تجنب الاحتكاك المطول مع الأشخاص المصابين أو الذين يحتمل أن يكونوا مصابين بالجذام. كما يجب تجنب ملامسة الإفرازات الأنفية أو أي سوائل جسم أخرى من الأشخاص غير المعالجين.
-
عند السفر إلى مناطق تعتبر موطنًا للجذام، ينبغي اتخاذ الاحتياطات المناسبة، بما في ذلك أخذ جرعات وقائية من الأدوية مثل "الريفامبيسين".
-
إجراء الفحوصات اللازمة للعمال والوافدين من الدول التي تنتشر فيها حالات الجذام.
في الختام، يعتبر الجذام مرضًا معقدًا يتطلب فهماً دقيقًا لأشكاله المختلفة وأعراضه، فضلاً عن أهمية الكشف المبكر والعلاج المناسب. إن زيارة الطبيب في عيادات رام تضمن الحصول على الرعاية اللازمة والتشخيص الدقيق، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتقليل المخاطر المرتبطة بالمرض. من الضروري أن يتمتع الأفراد بالوعي حول الجذام وأهمية الحصول على العلاج في الوقت المناسب، لأن ذلك يمكن أن يساهم في الوقاية من المضاعفات والحفاظ على الصحة العامة.
لذا، إذا كنت تعاني من أعراض قد تشير إلى الجذام أو لديك أي استفسارات حول المرض.
لا تتردد في زيارة عيادات رام للحصول على المشورة والعلاج اللازمين.
أضف تعليقك